ضمن فعالية (أيام كلية الآداب الثقافية)؛ التي أطلقتها كلية الآداب والعلوم الإنسانية-جامعة دمشق، نظّمت مؤسسة القدس الدولية (سورية) ندوة علمية بعنوان: (حقائق ضد التهويد)، على مدرج الدكتور شفيق جبري، صباح الإثنين 7/5/2018م، بمشاركة السادة: الدكتور سمير أبو صالح، والدكتور إبراهيم خلايلي، وحضور الأستاذة الدكتورة فاتنة الشّعّال؛ عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية، ونخبة من الأساتذة والمحاضرين في الجامعة، وممثلين عن الفصائل الفلسطينية، وعدد من الطلاب والمهتمين.
أدار الندوة الدكتور حسام النايف؛ الأستاذ المساعد في التاريخ الحديث والمعاصر، الذي قدّم بقوله: "موضوعنا اليوم مهمّ جداً؛ كونه قضية أساسية تشغل الشارع العربي دائماً وأبداً؛ ألا وهي قضية القدس، التي تعيش أوضاعاً معقدة، لا سيما بعد قرار "ترامب" بنقل سفارة واشنطن إلى القدس؛ في محاولة لتكريس يهودية الدولة، وطمس تاريخ القدس وهويتها الحضارية.. ومن هنا نشكر مؤسسة القدس الدولية التي تؤدي دوراً فعّالاً في نشر الوعي تجاه قضية القدس".
المحور الأول للندوة كان للدكتور سمير أبو صالح؛ عضو مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية (سورية)، الذي عنون بـ(إضاءات على ظلامية التهويد)؛ فتناول تعريف مصطلح التهويد، وبداية ظهوره قبل إنشاء كيان الاحتلال بسنوات، واستعرض وسائل الاحتلال في تنفيذ مخططاته التهويدية التي استهدفت فلسطين والمنطقة على امتداد سنوات طويلة.
وعرّج الدكتور أبو صالح على جريمة تهويد القدس ومقدساتها وآثاره الوخيمة على الأمة، وسرد مجموعة من الوقائع التي تنفي بأن هنالك وطناً قومياً لليهود، الذي اعتمد قادة الصهاينة لإقامته على تنفيذ مخطط خطير زوراً وبهتاناً؛ فعملوا على استبدال العائلات اليهودية بالعائلات الفلسطينية التي جُلبت من أصقاع الدنيا؛ لترجّح الكفة ديمواغرفياً لليهود، وجعل نسبة الفلسطينيين في الأراضي المحتلة لا تتجاوز 22% من عدد السكان، إضافة إلى محاولات تفكيك المجتمع الفلسطيني؛ بأسرلة التعليم، وعبرنة أسماء الشوارع والقرى والبلدات، والتطهير العرقي الممنهج تجاه الفلسطينيين…
وأشاد الدكتور أبو صالح بصمود المقدسيين خاصة، والفلسطينيين عامة في مواجهة محاولات الاحتلال الذي سلب أرضهم، وسرق تراثهم وحضارتهم، ويحاول جاهداً تشويه هويتهم العربية الأصيلة، وهو صمود يستوجب من الأمة جمعاء دعمه بكل السبل المتاحة.
من جهته، عرض الدكتور إبراهيم خلايلي مداخلته تحت عنوان: (ردود علمية على محاولات تهويد تاريخ مدينة القدس الكنعانية)، مستهلاً كلامه بأن "تاريخ القدس جزءٌ هامٌّ وأساسيٌّ، بل ومركزيٌّ من تاريخ الشرق القديم؛ فهذه المدينة تضم خلف أسوارها جلّ مفاتيح المدن الكنعانية- الفينيقية- البونية"، وخلال حديثه نفى الدكتور خلايلي وجود ما يسُمي بمملكتي "إسرائيل" و"يهودا"، وأكد بأن "وثيقة التوراة نفسها تؤكد –بعد دراستها المعمّقة باللغة العبرية- أنه لا وجود لحضارة أو دولة تحمل اسم (إسرائيل) أو (يهودا)"، وتطرق إلى ثلاث نقاط يبني الاحتلال الإسرائيلي مزاعمه عليها هي: المعبد والعابد والمعبود في ضوء العهد القديم، وقد دحض الدكتور خلايلي هذه المزاعم بأدلة وحجج علمية موثقة.
في الختام شكرت الدكتورة الشّعّال مؤسسة القدس الدولية (سورية) على جهدها المتواصل في التعريف بالشأن المقدسي، ونشر ما تعانيه القدس تحت نير الاحتلال منذ عشرات السنين، مبدية رغبة الجامعة بتنظيم محاضرات تخصصية بالتعاون مع المؤسسة، تعزّز العمل العلمي؛ خدمة للقدس عاصمة فلسطين.
وأثنت الدكتورة الشّعّال على جهود الباحثَين المميزة، في التعريف بواحدة من أهم القضايا التي تفتقر للبحث العلمي الواسع والشامل؛ ليكون قادراً على مواجهة مخططات الاحتلال الساعي لتغيير هوية المنطقة وطمس حضاراتها العريقة، ثم قدمت الدكتورة الشّعّال باسم رئاسة جامعة دمشق، وعمادة كلية الآداب شهادات تقديرية لكل من الدكتور أبو صالح والدكتور خلايلي؛ لما قدماه من محاور علمية على غاية من الخطورة والأهمية تحت قبة جامعة دمشق.