الورد و العنب
عند رؤية أي لوحة قديمة أو حديثة موضوعها الفاكهة ، نرى إلى جوار عنقود العنب وردة جورية نائمة على الطاولة أو متناثرة في مكان ما، حتى ارتبطت في ذهني هذه الثنائية اللونية والشكلية الرائعة، سواءا كان العنب أسود أم أحمر أم أخضر، ولو كان الورد أحمرا أو أصفرا أو ورديا، ورحت أتساءل ما علاقة العنب بالورد؟! وإذ بها علاقة قديمة قدم التاريخ ووطيدة، ففي البيوت القروية لا بد من عريشة العنب نتظلل تحتها وشجرة ورد جورية تستقبل الضيوف على باب الدار، أما أصحاب الكروم والمزارع فهم أدرى، حيث زارنا شاب أردني صديق لزوجي منذ مدة ويمتلك مزرعة كبيرة جدا هناك، وفاجأني عندما ذكر خلال حديثه أن كروم العنب لا يمكن أن تعيش إلا إذا جاورتها بساتين الورد، وبأن مزارعي الكروم يحيطون كل خط من أشجار العنب بخطين من شجيرات الورد،لأن هناك حشرة تقتل العنب اسمها المن بينما تجتذبها رائحة الورد لتبتعد عن العنب، فإذا القصة قصة عشق، والقصة قصة الذكر والأنثى، وقصة اللون واللوحة، وقصة القلم والورقة، وقصة الجيران، وقصة الأم والطفل، والعاشق والمعشوق، فلا يعيش العنب إلا حيث يعيش الورد!
حلا خيربك