منذ عشرة آلاف سنة قبل الميلاد ظهرت في أنحاء أنطاكية شواهد حضارة سُميت الحضارة النطوفية نسبة إلى وادي النطوف فيها ، وقد تميزت هذه الحضارة بانتقال الإنسان من سكن الكهوف والمغاور إلى سكن البيوت .وهكذا بدأت رحلة الإنسان مع الحجر والطين ، وانتشرت من أنطاكية إلى سائر البقاع والجهات ، وأصبحت العمارة إحدى المهن الإنسانية الأساسية لأنها تسد ثالث الحاجات الكبرى وهي الغذاء والكسا والإيواء .
لقد تنوعت أشكال العمارة حسب تنوع أغراضها فكانت هناك العمارة السكنية والعمارة الكلاسيكية والعمارة الزراعية والعمارة الصناعية وكذلك العمارة الروحية .
ويُعد البيت الطيني مثال للعمارة السكنية وقد شاع في البيئة الجبلية الغربية من بلادنا ،إذ أّلف وحدة عمرانية مستقلة وكان الوريث الشرعي للعمارة البدائية في المنطقة مستمدا عناصر وجوده من البيئة المحيطة ، إذ كان الحجر أحد الأساسات ومادة الجدران التي تُعمر بأكثر من نطاق ( مدماك خارجي ، مدماك داخلي) ويُملأ الفراغ بينهما بالحجارة الصغيرة الأقل انتظاما يجمعهما بعضها
بقلم الباحثة في التراث :سارة بحبوح