أصول الأدوات الأولى في سورية
بقلم الباحثة في التراث:سارة بحبوح
عندما غادر الإنسان المعروف بالإنسان المنصب ( الهوموراكتوس) شرق أفريقيا باتجاه مناطق الاوراسيا (أوربا وآسيا) مر حتما عبر الشرق الأدنى.
ويبلغ عمر أقدم الأدوات المكتشفة في سورية أكثر من مليون من السنين، وقد وجدت بشكل عام في وادي نهر الكبير الشمالي ووادي نهر العاصي، وتتألف من قطع صوانية مطرقة بشكل غير متقن، ومن القليل من الأدوات السمكية ثنائية الوجهين.
انتشر الإنسان في سورية خلال الفترة الآشولية (من عام مليون قبل الميلاد إلى عام مائتي ألف قبل الميلاد) التي تميزت بسيطرة الأدوات ثنائية الوجه وتعود الفؤوس والأدوات ثنائية الوجه الطويلة والضخمة إلى المراحل المبكرة، وقد تمت عملية طرق هذين النوعين باستخدام المطارق الحجرية.
لقد تم العثور على آثار لعدة مراحل من الاستيطان في توضعات اللطامنة ووادي نهر العاصي، وتعود إلى ماقبل ثماني مائة ألف عام، وتحتوي على أدوات من هذه الأنواع بالإضافة إلى بقايا حيوانية كثيرة تحمي السمات الإفريقية.
موقع الندوية :
تم العثور عام ١٩٩٦ على بقايا إنسان من النوع المنتصب في توضعات ندوية عين عساكر في منطق الكوم في أواسط سورية، يعود إلى ماقبل خمسة مائة ألف عام، في أخفض جزء من توضعات الفترة الآشولية.
لقد أكد هذا الأكتاف أن منطقة الصحراء الحالية قد لعبت دورا هاما في غزو الإنسان للعالم القديم، وتبلغ سماكة توضعات المرحلة الآشولية حوالي خمسة وعشرين مترا، وتمثل حوال ستمائة عام من تاريخ عصور ماقبل التاريخ، وهي إحدى أكبر الطبقات في الشرق الأدنى.
ويمكن تقسيم الفترة الآشولية إلى ست مراحل حضارية موزعة على أربع وعشرين طبقة أثرية، وتتميز أبكرها بالأدوات ثنائية الوجهين المطروقة بشكل متقن، في حينتتميز المرحلتين المتوسطة والمتأخرة بالأدوات ثنائية الوجهين الأسمك وغير القاسية، متزايد الأدوات الأخف المتمثلة في الأدوات ثنائية الوجهين الصغيرة والسواطير.
مما يثير العجب أن الأدوات ثنائية الوجهين الموجودة في الطبقات السفلى والعائدة إلى ماقبل أربعمائة ألف إلى خمسمائة ألف عام، وتظهر حرفية عالية فشكلها متناظر رخطوطها متقنة، ولما يكن من الضروري أن الأدوات ((جميلة)) حتى تكون مفيدة.،إلا أن الاهتمام بجمالية هذه الأدوات واضح. ويبدو جليا أن العامل الرمزي قد دخل في تصنيع الأدوات وأن الإنسان المنتصب قد بدأ يظهر المعالم الأولى للإبداع الفني.
عاش الأنسان المنتصب في هذا الموقع على أطراف بحيرة دائرية في أسفل حفرة لتجمع الماء وتحيط بها مناطق السهوب. وتعيش أنواع واسعة من النباتات العشبية في السهوب. كما تعيش فيها أنواع متعددة من الغزلان والظباء والجمال المنقرضةقا الإنسان الأول باصطيادها. ولقد تم العثور على كسرة من جمجمة إنسان
ظهر الخزف الحقيقي وهووهو أوان من صلصال تم شيها في الفرن ، أما الصلصال نفسه قد تم دمجه مع القش لإعطائه الصلابة اللازمة هند جفافه ثم تتم عملية تنعيم السطوح وبعدها يتم تغطيته بطلاء رقيق جدا عن طريق صب محلولىالصلصال الخفيف جدا لإعطائه الشكل المتحانس .
وصل تصنيع الخزف إلى مرحلة جديدة قبل بداية عام ٤٠٠٠ق.م وقد استمر تصنيع الاواني باليد وقد تم تنقية الثلطال وخلطه بالرمل الناعم لتقويته ، أما السطوح فقد تم تزينيها بأشكال هندسية مرسومة بالبني والأحمر والاسود والبنفسجي ، ولكن النجديد الأهم في ذلك الوقت كان عملية. شي الفخار في الأفران التي يمكن ان تصل حرارتها الى ١٢٠٠ درجة مئوية وتنتج بذلك خزفا حقيقيا .
بدأ السوريون بتشكيل فخارهم باستخدام الدولاب بين عامي (٣٥٠٠ و٣٠٠٠ ق.م) الذي كان عبارة عن قرص مستدير يدور على قائم مركب على وجهه السفلي وكان يوضع على الأرض ، وكان علي صبي الخزاف أن يدير الدولاب بينما يقوم الخزاف باستعمال بديهىالاثنتين للعمل ، ورغم أن هذه الدواليب كانت بطيئة زودت الخزاف بوسيلة لإنتاج الأواني بكميات أكبر وأشكال متجانسة يصنع كله باستخدام الدولاب ، ثموتم تصنيع بعضه بطريقة القوالب .
تصوير الفرن القديم:
خضعت سورية منذ القرن السابع قبل الميلاد لحكم المماليك وفي هذه الفترة تشابه الفخار الذي كان يستخدمه سكان هذه الممالك في جميع أرجائها ، ورغم ظهور بعض الدلائل على وجود بعض الصناعات المحلية .
وقد تم إنتاج كميات كبيرة من الخزف ولا سيما القرميد المستخدم في تغطية السقوف في الفترة الرومانية ، ويعتقد أن الحاجة للخشب لإشعال أفران شي الخزف قد تزايدت حتى أدت إلى تجريد المنطقة من غاباتها .وقد تسارع فقد الغابات في الفترة الإسلامية عندما بدأ تصنيع الآجر بدءا من عام ٨٠٠ م
للحديث بقية …..
دمتم بخير