الخزف الدمشقي
بقلم : الباحثة في التراث سارة بحبوح
منذ أن اكتشف الإنسان الفخار غدا جزءا هاما من ممتلكاته ،تبادله وملكه وجعله مجالا لإبداعه وجعل له خصائص ، وغدا حاجة لا غنى للشعوب عنها وبالرغم من اكتشاف الزجاج واستخدامه بشكل واسع إلا أنه بقي أنية باهظة الثمن ليست في متناول الجميع ولذلك لم يستطع إزاحة الخزف وإفقاده أهميته بل أصبح شريكا له في خدمة حاجات الإنسان.
تعتبر صناعة الفخار والخزف من الصناعات العريقة في منطقة شرق البحر المتوسط ، فتصنيع الفخار يعود إلى الألف الثاني قبل الميلاد ، وهذا النوع من الصناعة يعطي فكرة واضحة وجيدة عن النشاط الفني والعلمي والصناعي وذلك من خلال تصنيع الآنية باليد والدولاب أو القالب ومن ثم شيها في أفران خاصة ، يليها تركيب الأصبغة والألوان المستحضرة من المواد الطبيعية ، يم تنفيذ الموضوع الزخرفي على الآنية ذات الأشكال المختلفة ، فالسطح الذي تنفذ عليه الأشكال الزخرفية نادرا ما يكون مسطح فهو غالبا إما مقعر أو محدب ،لذا فإن الفنان الذي يقوم بزخرفة الآنية الهزفية يكون متميز حرفيا فعليه حمل وتحريك الإناء بيد وباليد الأخرى يحمل الفرشاة ويقوم بتقسيم الآنية إلى حقول ومن ثم يقوم بتوزيع الزخارف ضمن تلك المساحات ، وأخيرا يتم غمر القطعة الفخارية بمادة زجاجية وشيها مرة أخرى ليحصل على آنية خزفية كتيمة ، ذلك لأن الطبقة الزجاجية تسد جميع المسامات وتجعل الآنية الفخارية الصالحة للماء فقط آنية خزفية تكون أهلا لحفظ جميع المواد .
تأخذ القطع الفخارية والخزفية اسمها تبعا لاعتبارات متعددة ، منها حسب استعمالها ومنها حسب شكلها ، وقد تأخذ اسمها من طريقة صنعها أو زخرفتها .
أوان الشراب:
الجرة : من الجر والجر معناه الجذب وجمعها جرار وهي الآنية التي يجر بها الماء من الينبوع أو العين إلى المنزل
الزير: إناء يشبه في شكله الجرة ولكنه كبير الحجم ويعتبر مستودع مياه الشرب في المنزل
الدن: هو راقود عظيم وله عسعس لا يقعد إلا أن يحفر له والدن ما عظم من الرواقيد .فهو يعادل ارتفاعه طول الإنسان وغالبا ما يكون مستودع لمادة ما وقد يحفر له في الأرض ويشكل له قواعد خشبية بحيث ترفع الإناء وتحميه من الاهتزاز أثناء الرحلة .
القلة :هي الكلمة الدارجة لإناء ذي عنق طويل ورفيع وله انتفاخ قرب الفوهة وللإناء بطن منتفخ مغزلي وقاعدة بسيطة على الأغلب .
القارورة: إناء له جذع كروي وعنق واضح وحجمها صغير وارتفاعها ضعف قطر جذعها .
الكوب : وهو إناء يتناول به الشراب وقطره يعادل ارتفاعه وله قاعدة بسيطة .
القدح : هي آنية للشرب ويكون شكله قريبا للكأس
أوان للاستعمال المنزلي:
القدر: وهو من التقدير والمقايسة وهو إناء واسع بدون رقبة على الأكثر فخاره سميك ومتين ومصقول
المغرفة : ويمكن ان تسمى المقدحة لأن القديح هو المرق
القمع: إناء يوضع في فم السقاء ثم يصب فيه الماء والشراب وهو إناء بشكل مخروطي أو نصف كروي مزود في أسفله بثقب يليه أنبوب لتصريف السوائل
الطست : إناء مفتوح كبير درج على لسان الناس والكلمة من أصل فارسي وهو مستدير غاليا .
الخزف الإسلامي:
تعد الأواني الخزفية من الآثار الإسلامية المهمة وقد وصلت إلى قمة إتقانها وجمالها خلال العصور الإسلامية ( العباسية والفاطمية والأيوبية والمملوكية والعثمانية )
وقد مر الخزف الإسلامي بمراحل متعددة يمكن إدراجها على النحو التالي
المرحلة الأولى : منذ ظهور الإسلام وحتى القرن الثالث وفي هذه الفترة استمرت الصناعة محليا في كل البلاد العربية والإسلامية حسب أسلوبها القديم وهي عبارة عن جرار وقدور وأكواب معظمها مطلية بطبقة زجاجية خضراء تتراوح ألوانها ما بين الأخضر الزيتي وحتى اللون الأخضر الزنجاري ، أما نوعية الزخارف في تلك الفترة فيغلب عليها البساطة ، نلاحظ الزخرفة على شكل خط منكسر منفذ بالحز ، وقد بدأ التمازج بين الحضارتين الشرقية والغربية نظرا لامتداد الدولة الإسلامية .
المرحلة الثانية :
حيث بدأت التشكيلات النباتية والهندسية مع ابداع في تنفيذ عن طريق الوخز والحز والختم والقطع واستعمال القالب
المرحلة الثالثة :
تعتبر هذه الفترة قمة الانتاج مع الجمالية والابداع في تاريخ الخزف الإسلامي ونجد مراكز إسلامية عديدة تتبارى في إنتاج متميز ، ولعبت الكتابة بشكليها الكوفي والثلث والكتابة الناصرية دورا مهما في الزخرفة
المرحلة الرابعة:
تستمر بين صعود وهبوط وجمود وحركة .
أنماط الخزف الإسلامي:
أولا : الخزف وحيد اللون
هذا النوع من أقدم أنواع الخزف ويعود إلى فترة ما قبل الإسلام ، واستمر هذا النوع من الخزف في العصر الإسلامي حيث وجد وبشكل محدود في العصر الأموي ، فالطبقة الزجاجية يمكن أن تكون بألوان متعددةمتعددة منها الأزرق الغامق الذي وجد في حماة والرقة ، ويوجد لهذا النوع اصناف عديدة منها الرقيق غير المزخرف ومنه الغليظ غير المزخرف ومنه المزين بزخارف محدودة ومنها المزينة بتشكيلات منفذة بالقطع ، وقد اكتشفت بدمشق في تنقيبات سوق الصاغة.
ومن الأمثلة صحن له شفة بارزة بسيطة وقاعدتين حلقيتين ولكنه يساند على القاعدة الصغرى وهو مطلي بطبقة زجاجية خضراء زنجارية على أساس أبيض كتي. وخال من الزخرفة
اترككم مع الصورة:
ثانيا: الخزف المتعدد الألوان :
وهو خزف مزين بزخارف متعددة الألوان أهمها الأخضر والأحمر والأزرق والأسود على اساس عاجي تحت طبقة زجاجية خضراء فاتحة جدا شفافة، عُرف هذا النوع بدمشق منذ القرن ١٢ م أي العصر السلجوقي واستمر حتى العصر العثماني .
ومن الأمثلة مزهرية خزفية جذعها إجاصي له رقبة مخروطية وقاعدة شبه اسطوانية ، يفصل بين الجذع والرقبة حلقة بارزة و زين الجذع بنطاق من الزخارف الحيوانية والنباتية قوامها خمس طيور واقفة رؤوسها تلتف نحو اليمين ، أما العنق فقد زين بأشكال وريقات ، وجميع هذه الزخارف منفذة بألوان الأزرق والأحمر الخمري والأسود
ثالثا : الخزف ذو البريق المعدني :
يعتبر هذا النوع من أرقى أنواع الخزف ، تُأخذ مادته أي الطلاء من أكاسيد المعادن وخاصة أوكسيد الفضة وتنفذ الزينة بهذا الطلاء فوق الطبقة الزجاجية وله أنواع متعددة منها:
_ الطلاء ذو البريق المعدني الذهبي على أساس عاجي وجد في دمشق وحماة
– الطلاء ذو البريق المعدني الذهبي على ميناء بلون أخضر زنجاري
– الطلاء ذو البريق بني نحاسي على طبقة زجاجية خضراء شفافة فاتحة
– الطلاء ذو البريق المعدني الأخضر المصفر على أساس طبقة زجاجية خضراء شفافة
– الطلاء ذو البريق المعدني الذهبي على طبقة زجاجية بلون خمري
ومن الأمثلة : جزء من صحن محطم ومرمم جذعه مقعر وقاعدته عامودية على الجذع وله شفة بارزة عريضة ومبسطة ، زين من الداخل بزخارف حيوانية وشبه هندسية ونباتية ، أما الشفة فقد زينت بنطاق وزع عليه وريقات لوزية ووريقات ذات نهايات ملتفة موزعة بالتناوب ، واذا انتقلنا الى ظاهر الصحن فإننا نجده مزينا بأشكال هندسية قوامها دوائر متداخلة ونقاط وخطوط وأقواس
 رابعا : الخزف ذو الزخارف السوداء تحت طبقة زجاجية خضراء شفافة :
وقد اشتهر هذا الصنف في الرقة في الفترة الإسلامية المبكرة ٩ ميلادي ، ولكن طريقة تصنيعه تختلف عن أسلوب تصنيعه في دمشق ، ففي الرقة نجد الزخارف السوداء فوق طبقة الميناء الزرقاء ، وقد تبنت دمشق هذا النوع في العصر الأيوبي والمملوكي وحتى نهاية العصر العثماني .
ومن الأمثلة على هذا النوع:صحن خزفي جذعه مخروطي قاعدته اسطوانية ، الشفة مناسبة مع الجذع ، زين قاعه بزخارف نباتية دقيقة موزعة من القاع في الاتجاهات الأربعة ، أما عند الشفة فنجد نطاق مقسم إلى أربعة أقسام متساوية بواسطة شعار بشكل دائرة على محيطها أنصاف دوائر في الإتجاهات الأربعة ، أما الفراغان بين هذه الشعارات فقد زُين بزخارف كتابية بالخط النسخي. اترككم مع الصورة
خامسا : الخزف المزين بزخارف سوداء وخضراء على مهد أبيض تحت طبقة زجاجية شفافة :
نجده في مواقع مثل حماة والرقة ودمشق ولكن الاختلاف يكون بلون المهد لأنه في حماة بشكل أبيض مصفر ويميل إلى الرمادي في موقع الرقة ، أما في دمشق فهو بلون أبيض عاجي ، وبالنسبة لزخارفه فهي متنوعة إذ نجد الزخارف النباتية والكتابية وشبه كتابية .ومن الأمثلة على هذا النوع إناء جذعه شبه إسطواني ولها شفة بارزة قاعدتها قرصية ، وزين الجذع من الخارج بزخارف هندسية قوامها مجموعة خطوط منكسرة وخطوط طولية في القسم العلوي والسفلي ، وظللت الفراغات بمجموعة من الأشكال المثلثية ، كما زينت الشفة من الداخل بخطوط تشكل مثلثات وجميع هذه الزخارف منفذة بالأسود وهناك خطان منكسران بالأزرق الزنجاري ، وهذه الألوان على أساس عاجي تحت طبقة زجاجية خضراء فاتحة شفافة.اترككم مع الصورة
سادسا : الخزف المزين بزخارف سوداء وزرقاء على مهد عاجي تحت طبقة زجاجية شفافة:
هذا النوع اشتهرت به دمشق في القرن ١٤م ولعل هذا النوع من أهم القطع الدمشقية ، حيث وُجد في حي الصالحية في دمشق وهو يحوي كنزا من النقود المملوكية الذهبية والفضية ولعل هذا الكنز ساغدنا على تأريخ هذه النقود الخزفية التي تعود للعصر المملوكي المتأخر وبداية العصر العثماني ، أما بالنسبة للزخارف فلدينا تزيينات هندسية ونباتية وحيوانية وكتابية وشبه كتابية إضافة إلى الشعارات . ومن الأمثلة على هذا النوع: إناء البارلو الذي وُجد بالصالحية فهو إناء خزفي جذعه وقاعدته أسطوانية الشكل له رقبة قصيرة شبه مخروطية وشفة حلقية بارزة قليلا ،زُين جذعه بنطاق من الزخارف النباتية وهي عبارة عن أغصان يفصل بينهما بالأعلى مثلثات منقوطة ، أما كتف الإناء ورقبته وشفته فقد زينت بأشكال هندسية قوامها خطوط متوازية وأخرى منكسرة ، جميع هذه الزخارف منفذة بالأسود والأزرق على أساس أبيض تحت طبقة زجاجية خضراء شفافة. اترككم مع الصورة
 سابعا: الخزف المزين بزخارف زرقاء على مهد أبيض تحت طبقة زجاجية شفافة
انتشر في العصر المنلوكي ويرتبط كثيرا بالخزف الصيني الأزرق والابيض ، إذ يرى بعض العلماء أن هذا النوع جاء تلبية للناس الذيا احبوا هذا النوع من الخزف الصيني ، والحقيقة بأن الخزف الأبيض والأزرق لم تتأثر به دمشق خاصة بل انتشر في العالم الإسلامي ، ومن الأمثلة : زبدية جذعها مضلع قاعدتها اسطوانية عمودية على الجذع مزينة من الداخل بغصن نباتي مكرر ٦ مرات ويشغل محيط الزبدية ، أما ظاهر الإناء فقد زين كل ضلع من الزبدية بمجموعة أقواس متدرجة لالحجم وتنتهي بشكل قلبي ، جميع هذه الزخارف منفذة بالأزرق على مهد أبيض تحت طبقة زجاجية شفافة.

ثامنا : الخزف المحزوز ( سيكرافيتو)
عرف هذا النوع وانتشر بشكل واسع في دمشق نهاية العصر المملوكي والعصر العثماني ، تربته بلون أحمر آجري ، بالنسبة للصنعة نجد الآنية تزين بالحز وتطلى بالزخارف المطلوبة ، بعدها يغطس الإناء بالطلاء الملون ثم يشوى . وقد وُجد في دمشق قطع مصنعة في ايطالل وتعود إلى تجار أوروبين عاشوا بدمشق في الفترة المملوكية ، ويلحق هذا النوع الخزف المطلي وهو متعدد الأشكال فهو أما مطلي بلون واحد وهو غالبا بالأصفر أو الأخضر
أو مطلي ثنائي اللون وبكون توزيع الألوان عفوي أو مزين بخطوط متقاطعة أو أقواس أو نقاط ، وهناك المطلي المزين بالقطع .ومن الأمثلة : صحن مقعر قاعدته حلقية له شفة بارزة مبسطة زين داخله بما يشبه شكل الوردة ذات أربع وريقات مغزلية الشكل ، زين داخلها بأشكال مغزلية منفذة بشكل خط متماوج وحصرت هذه الوريقات بينها أربع مثلثات شُغل داخلها بثلاث خطوط متوازية متماوجة ، أما الشفة نفذت بأسلوب القطع وليس الحز وطليت باللون البني هلى أساس ذي اللون الأحضر أو الأصفر ، أما ظاهر الإناء فهو خال من الزخرف
أنماط البلاط الخزفي الدمشقي والمباني الأثرية التي وجد فيها:
في العصر المملوكي : جامع وحمام التوريزي وتشتهر هذه المجموعة بالبلاط الخزفي الذي يكسو جدران هذه المنشآت ، وتعتبر بلاطات هذه المباني ذات الشكل السداسي ومن أهم البلاط الخزفي الموثق حيث نجد عليه اسم الخزاف ( عمل غيبي التوريزي )
ومن الأمثلة : بلاطة خزفية مسدسة الشكل محددة بالأطراف بخط ذي لون أخضر زنجاري يليه خطان متوازيان منفذان باللون الأسود ، أما باقي المساحة فقد شُغلت بزخارف نباتية قوامها غصن مزهر ينبعث من إحدى زوايا المسدس ، هذه الزخارف منفذه باللون الأزرق الغامق والفاتح على مهد أبيض تحت طبقة زجاجية شفافة
في العصر العثماني :
الجامع الأموي : الذي تعرض للحرائق والزلازل أكثر من مرة خلال تاريخه الطويل وثم ترميمه وفي العص. العثماني هناك الكثير من ألواح الرخام المفقودة حل محلها البلاط الخزفي المزين بزخارف زرقاء على مهد أبيض وذلك في المدخل وفي الصحن وفي الرواق الشمالي .
وهناك الكثير من الأبنية التي كُسيت جدرانها بالبلاط الخزفي مثل التكية المرادية ومجمع الدرويشية والتكية السليمانية
ومن الأمثلة صورة لقوس مزين بالبلاط الخزفي موجود بمسجد درويش باشا من العصر العثماني
سمات الخزف الدمشقي :
لدراسة السمات يجب دراسة ( التربة والشكل والزخارف )
أولا : التربة
إن أفضل أنواع التربة هي البورسلين ، لونها أبيض تربتها متماسكة صلبة وهي تتحمل درجات حرارة عالية جدا
أما النوع الثاني فهي التربة الحمراء ولا تتحمل درجات حرارة عالية ومصدرها من سهل الزبداني ووادي بردى .
أما النوع الثالث فهي التربة الصفراء الفاتحة جدا ومصدرها جنوب دمشق وتتوضع تحت الأحجار البازلتية البركانية
التربة البيضاء : التي تميل إلى الرمادي ( الفريت) استعملت في تصنيع الآنية التي تعود إلى العصر الأتابكي والأيوبي والمملوكي
التربة الحمراء : ايتعملت في تصنيع الآنية الخزفية منذ نهاية العصر المملوكي وحتى نهاية العصر العثماني
ثانيا : الشكل
هناك تنوع كبير في أشكال الأواني الخزفية الإسلامية وتأهذ اسمها تبعا لاعتبارات متعددة حسب استعمالها وحسب شكل جذعها .
ثالثا : الزخارف
الزخارف داخل الصحون أو على المزهريات والأباريق متنوعة فأما أشكال هندسية أوأو نباتية أو حيوانية وغالبا ما تكون محورة عن شكلها الأساسي مع تداخل فيما بينها وهذا هو الغالب على الأواني الدمشقية ، أما الزخارف الحيوانية فهي تتوضع ضمن وسط هندسي أو نباتي
الطبقة الزجاجية التي تغطي الألوان فهي تختلف في أنواعها حسب قواعدها الأساسية فهي أما قلوية أو رصاصية او بوركسية والقطع في دمشق الطبقة الزجاجية قلوية وهي بلون اخضر فاتح وشفاف ويظهر هذا اللون بشكل واضح عند تجمعه بشكل حبيبات أسفل الإناء…
للحديث بقية مع قصص الخزف الدمشقي الرائع
دمتم بخير