قامات كبيرة وهالات سنديانية ساطعة، مضى أعوام على رحيلها لكنها رسخت في الذاكرة ولم تصبح ذكرى، أفعالهم وأقوالهم وعلمهم جعلت منهم ثوابت وطنية دمشقية عابقة برائحة الياسمين، كانوا ذخراً لهذا الوطن، ولتعريف الجيل الجديد والمستقبلي بهؤلاء الثوابت أقيمت اليوم وتحت رعاية وزارة الثقافة ندوة من قبل أمانة دمشق للثوابت الوطنية أحضرت بها إلى ذاكرتنا الشيخ والشاعر سليمان الأحمد للتحدث عن حياته وشعره، بمشاركة الدكتور نديم شمسين نائب رئيس اتحاد الجغرافيين العرب وعضو اتحاد الصحفيين، وبإدارة وحوار الدكتور فرحات الكسم لسانس في الشريعة ودبلوم برمجة لغوية، وتحدث الدكتور نديم عن حياته فقد ولد سليمان الأحمد في قرية الجبيلية عام ١٨٦٩،حفظ ربع القرآن الكريم في السنة السابعة من عمره وحفظه كامل في العاشرة،في عام ١٩٠٩ أصبح المرجع الأول لجبال اللاذقية عندها ازداد عدد تلاميذه وأيضاً الأعداء،وبفضل عقله المتنور استطاع التوفيق في التعامل بين هذين الجانبين،وفيما بعد أتقن اللغة العربية بشكل كامل، وبعد ثورة الشيخ صالح العلي عام ١٩٢٠,أراد الفرنسيون استغلاله فتوجهوا إليه وانتقل إلى قرية الشراكة وعام ١٩٢٢,عرضوا عليه منصب قاضي القضاة لدولة اللاذقية المستقلة وقبل ذلك،بعدها تم التعامل معه بالضرب على الوتر العرقي، عام ١٩٢٥,طلب المندوب السامي الفرنسي ويغان من الشيخ الانتماء للصليبيين،فرد عليه سليمان بقوله: سواء عيدنا الحجر أو القمر فنحن نبينا واحد وهو محمد وربنا واحد وقرآننا واحد، وقدم استقالته من منصبه كقاضي القضاة،وبعد مرور ٧٠عاماً على ولادته أحدث له تكريما بهذه المناسبة، وتوفي عام ١٩٤٢ في ٢٨تشرين الأول،واختتمت الندوة بقصيدة شعرية ألقاها الشاعر ابراهيم الأحمر تحدث بها عن الندوة،وأيضاً الحكومة السورية منذ وفاته حتى عام٢٠١١كانت تحدث له تكريماً لذكرى وفاته،هذه هي سورية بلد الثقافات المتنوعة والحضارة وطن حاضن لكل هذه الثوابت والقامات الساطعة.
على هامش الندوة كان للسفير سورية اللقاءات التالية:
الدكتورنديم شمسين: نائب رئيس اتحاد الجغرافيين العرب
"إننا في هذه الندوة سوف نتحدث عن الشيخ والشاعر سليمان الأحمد ولجنة الثوابت الوطنية هي المسؤولة عن ذلك وهو صاحب نهضة وطنية في جبال اللاذقية وهذا الشيخ تتلمذ على نفسه وله خط هائل وأديب لغوي ومتصوف وبحر فيما يتعلق بالعقيدة،ونحن هدفنا هو تثبيت هذه القامة في الذاكرة وعدم جعلها ذكرى فقط"
الدكتور فرحات الكسم:دبلوم في البرمجة اللغوية ولسناس في الشريعة
"إن الشيخ سليمان الأحمد هو أحد الشخصيات المميزة في تاريخ سورية الحديث وهو شخصية متميزة وحددنا هذا الوقت للتحدث عنه وعن شعره وحياته ونتمنى الحضور لهذه الندوة لمعرفة هذه الشخصية"
الدكتور سليم الخراط:باحث في الأمور السياسية والاقتصادية
"هذه الندوة هي نوع من الحدث بإدارة لجنة الثوابت الوطنية وفي هذه المحاضرة سوف أتكلم عن إنجاز كبير واتمنى من الجميع الحضور والاستماع لهذه الندوة ونحن نعمل على نداء الماضي والحاضر والمستقبل ونحن نرسم اليوم معالم هذه المرحلة"
فايز سلهب: عضو اتحاد الكتاب العرب
"هذه الندوة من ضمن نشاطات المركز للإضاءة على النشاطات الثقافية والفكرية وكان دور الشيخ سليمان الأحمد كبير في ثلاثينات القرن الماضي، وهؤلاء القامات هم من الذاكرة السورية ويجب ترسيخها لدى الجيل الجديد"
حبيب بشير: مدير المكتب الصحفي في الرقة
"دأبت دمشق لإلقاء الضوء على هذه الثوابت لإنها ذاكرة وليست ذكرى، وهذه الندوة عن سليمان الأحمد الوزير والشيخ والسياسي والشاعر،وهو اسم كبير في تاريخ سورية"
ابراهيم الأحمر: شاعر ورسام
"لقد قدمت هذه الثوابت كسليمان الأحمد الكثير للوطن كما قال أحد الشعراء:هذا التراب دم بالدمع ممتزج تهب منه على الأجيال أنسام،،يوم الجلاء هو الدنيا وزهوتها لنا ابتهاج وللباغين أرغام"
سمير أحمد: عقيد متقاعد
"إن سليمان أحمد يعد أحد هذه الثوابت الوطنية، سورية تنتصر بقائدها وجيشها وبثوابتها الوطنية، وسليمان الأحمد هو علامة كبير وله حضوره على جميع المستويات"
رائد هركل – هيا حمارشة