ولو أنَّ النساء كـ من عرفنا .. لَفُضّلت النساءُ على الرجال
فما التأنيثُ لاسم الشمس عيبٌ .. ولا التذكير فخرٌ للهلال
أقامت اليوم الثلاثاء المؤسسة السورية الحضارية لمساندة المصابين والمتضررين وأسر الضحايا ورشة عمل تحت عنوان " تعزيز دور المرأة السورية" لمحافظة ريف دمشق في منتجع يعفور السياحي بالتعاون مع مؤسسة بالميرا لرعاية المرأة والطفل، وذلك بالتعاون مع شركة كويفي إخوان للكونسروة، وبحضور مجموعة من سيدات المجتمع المدني الريفي.
حيث بدأت الورشة بالاستماع للنشيد العربي السوري والوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء، تلاها كلمة للمهندس باسل كويفي رئيس مجلس أمناء المؤسسة السورية الحضارية تحدث فيها عن أن المؤسسة السورية الحضارية حصلت على الترخيص في الشهر التاسع من عام 2016، وأهدافها تنموية فكرية في معظمها، حيث عقدت العديد من الندوات الفكرية جسدت في غالبها قيم التسامح والتنوير والتماسك الاجتماعي ودور الشباب والمرأة، ومن خلال هذه الورشات التي كان أولها في فندق الشام بمحافظة دمشق وهذه الورشة الثانية وقامت في محافظة ريف دمشق وفي حال تمكنت المؤسسة من الاستمرار في خطتها هذه فإنها ستقيم الورشات في جميع المحافظات التي تمكِّن الأوضاع بها من ذلك، فاستراتيجية إقامة هذه الورشات تكون لأجل الوطن ولأجل أبنائه والهدف منها هو تفعيلها في الداخل السوري لما لها من فائدة جمة وكونها تلامس الواقع ومشاكله فيما يخص المرأة والمجتمع بشكل عام.
وأضاف: "نحن كمؤسسة سورية حضارية متأكدين أن للمرأة السورية دور هام ومشارك في تعزيز اللحمة الوطنية وخصوصاً في ظل ما حدث والذي يعد من مخلفات الأزمة، ونأمل أن نستفيد من إيجابيات التجارب الماضية ونتدارك سلبياتها ونعمل على الارتقاء نحو الأفضل مع الشريحة الواسعة من المجتمع".
عقب ذلك ما قالته إنعام نيوف نائب رئيس المؤسسة السورية الحضارية حول المؤسسة بأنها ترعى مشاريع صغيرة تنموية ومشتركة بحيث تعمل على تمكين المرأة السورية، ومن أهم الأمور أنها تدعم قرار مجلس الأمن 13/25 والذي يعد أول قرار صادر عنه مهتم بالمرأة بشكل خاص ومشاركتها بعملية السلام والمفاوضات، وقامت المؤسسة بتشكيل تحالف ضمن مجموعة هيئات ومنظمات يهدف لمشاركة المرأة في بناء عملية السلام بسورية.
وقد كانت الورشة ميسرة من قبل المدرب والاستشاري المستقل علي شاهين والذي يعمل في تيسير الاجتماعات وتولى إدارة النقاش والحوار في الورشة بعيداً عن أسلوب المحاضر المعتاد، حيث تم بداية التعارف بين الحاضرات والتحدث بكلمة واحدة عن رأي كل منهن بما تريده المرأة السورية الآن، حيث أبدت المشاركات مجموعة من الآراء في ذلك منها (الاحترام- الاستقرار- العدالة- الأمان…الخ)، وتحدث شاهين عن أن جهود الورشة تسعى للرفع من مستوى المرأة كلٌّ في مجاله وان نسأل أنفسنا هل أهدافنا مجتمعة أم متفرقة وضرورة تجميعها بأجندة نسوية في حال كانت متفرقة والتي تعد شرطاً أساسياً في هذه المرحلة حتى لا يحدث تضارب بين الأعمال التي تقام.
وفي سياق سؤال الحاضرات عن التحديات التي تواجه المرأة السورية في هذه المرحلة على كافة الصعد فتحدثن عن مجموعة من التحديات ومنها الجهل والتخلف والتهميش والمحاربة من قبل المجتمع والفكر الذكوري وغيرها…
وتم التأكيد على أن المرأة السورية تعاني حالياً من الترويج الخاطئ لمفاهيم الدين والتدين وصورتها النمطية في الإعلام ما بين تصويرها على أنها سلعة أو عورة.
وتبع ذلك استراحة قبل القيام بتقسيم المشاركات لـ8 مجموعات على أن تتكون كل مجموعة من 8 سيدات، حيث تضع كل مشارِكة 6 أولويات للمرأة السورية من وجهة نظرها، ثم تناقشت كل مجموعة في هذه الأولويات واتفقن على 4 أولويات فيما بين أعضائها وبمختلف المجالات من اقتصاد ومجتمع وسياسة وقانون وأمن.
وكان من ضمن هذه الأولويات المقترحة نشر التوعية ومحاربة الجهل، التوعية بمفهوم الجندرة، الاستقلال المادي وتكافؤ الفرص ورفع مستوى تمثيل المرأة إلى 30%…
ثم تناولت المدعوات وجبة الغداء عقبها مرحلة التصويت على الأولويات الأهم بالنسبة لهن، ونتج عن التصويت اعتبار الدعم الصحي والمعنوي هو الأهم اقتصادياً، والتوعية والتثقيف بحقوق المرأة هي الأولوية الأهم اجتماعياً، أما قانونياً فكانت الأولوية هي تعديل قانون الأحوال الشخصية، وفيما يتعلق بالحماية والأمن فتأمين بيئة آمنة على مستوى الأسرة والمجتمع هو الأهم من وجهة نظر الحاضرات، وأخيراً سياسياً فاعتبرن أن مشاركة المرأة سياسياً أكثر الأولويات الأهمية.
وقد كان الهدف من هذه الورشة هو فتح أبواب لخطوات مستقبلية بناء على الأولويات المقترحة، وكانت مخرجات الورشة معتمدة على التفاعل بين الحاضرات.
وأخبرت السفير سورية رئيسة مكتب المرأة والمنظمات في المؤسسة السورية الحضارية إخلاص غصة بأننا الآن بأمس الحاجة للتواصل فيما بيننا وأن نشكل أرضية وأجندة يمكنها أن تجمع النساء السوريات موجودات في الداخل، فهي الأم والزوجة والأخت والابنة للاجئين والمفقودين والشهداء، حيث بدأت المؤسسة مؤخراً بسلسلة من ورش العمل التي تتعلق بتعزيز دور المرأة السورية وسبل مشاركتها بالشأن العام وتمكينها في كافة المجالات، وهذا المشروع يحاولون تعميمه بكل المحافظات السورية كخطوة أولى لأن المرأة السورية تختلف أولوياتها من منطقة لأخرى وكذلك الأمر بالنسبة للتحديات التي تواجهها، أما الخطوة الثانية فستكون إيجاد آلية لتنفيذ الأولويات بالنسبة للمرأة السورية والتي تحددت في هذه الورشة والعمل عليها ومحاولة تذليل التحديات وذلك من خلال استطلاع مختلف الآراء لنخرج بمخرجات على أمل التمكن من تنفيذها.
وأكدت أن المرأة السورية موجودة قوية صامدة فهي على مر العصور قائدة وملكة، وتحمل الآن عبء أكبر بكثير من المسؤولية، ونريد أن يكون هناك غطاء تنضوي تحته جميع النساء السوريات وخاصة بعد حل الاتحاد النسائي السوري.
أما السيدة جانسيت قازان رئيسة مجموعة أم الشهيد وعضو في مجلس الشعب فعبرت عن أن الأم السورية مدرسة إذا أعددتها مكنتها لتكوين مجتمع قوي ومتماسك ومتضامن ومتكافئ، المرأة السورية منذ الأزل شريك في بناء الوطن وهي التي قاتلت وناضلت في الحروب ضد الاحتلال العثماني والفرنسي فهي أول من قام بالمظاهرات ضد الاحتلال، وللأسف الإعلام كان مجحفاً في تصوير المرأة السورية فهي تشغل مختلف الوظائف والمناصب وفي رأسها كونها ربة منزل التي قامت بتربية الثوار الحقيقيين الذين قاتلوا الاستعمار، كما أنها في أوقات الحروب تحتل مكان الرجل بكونه عمود المنزل، والدستور السوري أعطاها حقها بالمشاركة بكل المجالات وعلى كافة الأصعدة ولكن هناك بعض المشاكل التي تواجهنا كوننا نعيش في مجتمع ذكوري نوعاً ما فلابد للمرأة من المقاومة للتخلص منها والوصول لحقوقها، فمثلاً جميع السيدات يطالبن اليوم بإعطاء الجنسية لأولادهن والذي ينبغي أن يتم إقراره بشكل مدروس وضمن شروط، اليوم خلال هذه الحرب الظالمة التي تعرضنا لها وكان أكثر عنصر تضرراً منها هو المرأة والتي واجهت مختلف أنواع المعاناة والألم، وإذا لم تتكاتف الجهود في سبيل ذلك فسيصعب علينا الوصول لحل بالتأكيد، وترجو من هذه الاجتماعات أن تكون ذات نتائج مجدية من خلال العمل المستمر في سبيل تحقيقها وأن نتواصل مع كل الجهات المعنية بشكل سريع فمرور الوقت ليس لصالحنا.
وتحدثت الدكتورة سمر رسلان رئيسة جمعية دنيا الأمان والمدير العام لمجموعة رسلان بأن الورشة ممتازة بتوصياتها ومقترحاتها بالنسبة للوضع الحالي للبلاد إذا ترافق ذلك بخطوة لاحقة تترافق بالتنفيذ مستقبلاً وسط التقارب الكبير بين وجهات النظر والطموحات بين الحاضرات وإلا فهي ستكون بلا جدوى، وهذه البادرة رائعة وتدعي للتفاؤل بعد سنوات الحرب، ولكننا بحاجة لقانون يدعمنا لمواجهة مفرزات الحرب حتى نتمكن من المضي في الطريق الصحيح ونشر التوعية بين سيدات المجتمع السوري.
وأكدت سليمى الجابي تاجرة ورئيسة مجلس أمناء مؤسسة بدايات الخيرية بأنه من الجميل اليوم أننا في ظل هذه الظروف أصبحنا مضطرين لمناقشة تفاصيل واقعنا المعاش والتحديات التي نواجهها، والحديث بالتفصيل الممل عن الأولويات بالنسبة للمرأة السورية والتي غيرتها تداعيات الحرب والتغيير الديموغرافي وما يتعلق بقوانين الوصاية والجنسية للأطفال السوريين وقضايا المختطفين والمغيبين، فهناك الكثير من التحديات التي لابد من تفحصها ودراستها، وأن نستخلص من هذه التحديات أولويات العمل بالنسبة للمرأة والتي ينتج عنها ما يتعلق بشؤون الأسرة، فلابد لنا الآن من العمل على تعديل القوانين التي تتعلق بهذه القضايا حتى نساعد المرأة لتتمكن من المساهمة في مرحلة إعادة الإعمار.
ووضحت إيمان فتيح رئيسة ملتقى السلام للمرأة السورية أن ملتقى السلام مع المرأة السورية في كل فعالياتها ونشاطاتها ويمكنه تقديم الخدمات الكاملة لها، المجتمع السوري متماسك والمرأة لها دور فيه ولكن هناك إجحاف ببعض قوانين الأحوال الشخصية وهناك تغييب لها في المجال السياسي وبصناعة القرار إضافة للتقصير الإعلامي بشأنها، فبعد مخلفات الأزمة التي تنوعت بين الجيد والسيئ فيما يخص المرأة والتي تتمثل إيجابياتها بأنها دفعت المرأة للاعتماد على نفسها خلافاً للوضع الذي كانت عليه فيما قبل الأزمة، وينبغي علينا أن نساعد على تمكين المرأة اقتصادياً وكسر حاجز الخوف بداخلها من المجتمع المحيط بها، وأن تقدم نفسها بصورة قوية ومتمكنة ساعيةً للمشاركة في الحياة السياسية.
وعن مؤسسة المرأة الأمة تحدثت لينا الرفاعي مديرتها بأن المؤسسة أنشئت عام 2015، وهناك تركيز كبير على المرأة ضمن الأزمة فعندما نتحدث عن تمكين المرأة اقتصادياً فبالفعل قاموا بتقديم التأهيل لها في ذلك وأصبح هناك مشاريع على أرض الواقع لعدة سيدات لديهم، فمن ضمن 125 سيدة هناك 50 مشروع تم إحداثهم، من خلال هذه الورشة يمكنهم إيصال خبراتهم وتجاربهم للحاضرات والتي تشكل دليل مهم على فعالية المرأة في مجتمعنا في فترة ما بعد الحرب، حيث تقوم المؤسسة ببرامج تدريبية تأهيلية شبه مجانية حسب ميول ومؤهلات كل سيدة وفتاة تشارك مع المؤسسة ونساعدهم على رسم خطة لتنفيذ المشاريع التي يفكرون بها.
متابعة: راما اللحام