استشهد 14 فلسطينيا وأصيب نحو 1225 آخرين بجروح وحالات اختناق من جراء قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي لمسيرة العودة الكبرى في قطاع غزة المحاصر.
وذكرت وكالة وفا الفلسطينية أن عشرات الآلاف من الفلسطينيين من مختلف مدن وبلدات القطاع توجهوا نحو حدود القطاع مع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 للمشاركة في مسيرة العودة الكبرى إحياء لذكرى يوم الأرض حيث قام جنود الاحتلال بالاعتداء عليهم مستخدمين مختلف أنوع الأسلحة بما فيها الرصاص الحي والمطاطي.
وأوضح المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية أشرف القدرة أن حصيلة الشهداء بلغت 14 ونحو 1225 مصابا بينهم 400 بالرصاص الحي وعدد منهم
بحالة حرجة مشيرا إلى أن الشهداء هم “بادر الصباغ ووحيد أبو سمور ومحمد النجار وأمين أبو معمر ومحمد أبو عمرو وجهاد فرينة ومحمود رحمي
وإبراهيم أبو شعر وعبد الفتاح عبد النبي وأحمد عودة وعبد القادر الحواجري وساري أبو عودة وحمدان أبو عمشة وعمر سمور”.
ونظمت المسيرة بدعوة من الهيئة الوطنية العليا للمسيرة الكبرى للاجئين التي تضم ممثلين لكل الفصائل الوطنية الفلسطينية وأكد عضو اللجنة التنسيقية المشرفة على المسيرة طاهر سويركي أن عدد المشاركين بلغ نحو مئتي ألف شخص شرق وشمال مدينة غزة إضافة إلى عشرات الآلاف وسط وجنوب القطاع.
ونشرت قوات الاحتلال الإسرائيلي دباباتها ومئات القناصة على سواتر ترابية وفي الأبراج المطلة على قطاع غزة فيما شاركت طائرة بدون طيار في الاعتداء على الفلسطينيين وإطلاق قنابل الغاز تجاههم.
وكان كيان الاحتلال الاسرائيلى هدد بقتل المشاركين فى مسيرات إحياء ذكرى يوم الارض وقال رئيس أركان جيش الاحتلال غادى ايزنكوت “إن جنودنا
سيطلقون النار إذا اقترب الفلسطينيون من الحدود”.
ورفع المشاركون في المسيرة الأعلام الفلسطينية ولافتات كتبوا عليها أسماء بلداتهم وقراهم التي هجروا منها مؤكدين تمسكهم المطلق بحق العودة فيما أدت فرق فولكلورية رقصات الدبكة الشعبية على وقع الأغاني الوطنية الفلسطينية.
ويحيى الشعب الفلسطيني والشعوب العربية ذكرى يوم الأرض منذ الـ 30 من آذار عام 1976 عندما شهدت الأراضي الفلسطينية المحتلة انتفاضة شعبية وإضرابا شاملا احتجاجا على مخطط استيطاني لمصادرة آلاف الدونمات من الأراضي الفلسطينية المحتلة بهدف إنشاء مستوطنات عليها.
وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 شارك عشرات آلاف الفلسطينيين في إحياء ذكرى يوم الأرض في مدن عرابة ودير حنا وسخنين تحت عنوان “من أجل البقاء والصمود في الوطن الذي لا وطن لنا سواه” حاملين الأعلام الفلسطينية ومؤكدين تمسكهم بأرضهم.
ونظم الأهالي وعائلات الشهداء في سخنين زيارة للنصب التذكاري للشهداء الذين ارتقوا في يوم الأرض عام 1976 ووضعوا إكليلا من الزهور عليه فيما نصب الأهالي خيمة لإقامة الفعاليات والعروض المسرحية والتمثيلية التي تعكس المحطات التاريخية التي مرت بها القضية الفلسطينية بدءا من النكبة والنكسة والانتفاضتين.
كما شهدت مدن وقرى القدس المحتلة ورام الله والبيرة ونابلس والخليل وبيت لحم وقلقيلية بالضفة الغربية مسيرات حاشدة قابلتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بالقمع ما أسفر عن إصابة العشرات بجروح وحالات اختناق.
وأكد المشاركون في المسيرات رفضهم التفريط بأي من حقوقهم وخاصة حق العودة وقاموا بعدها بالتوجه إلى الأراضي الزراعية وزرعوا الأشجار تأكيدا على تمسكهم بأرضهم رغم اعتداءات الاحتلال ومخططاته التهويدية.
وأكدت وزارة الإعلام الفلسطينية أن قمع الاحتلال للمسيرات السلمية بالذخيرة الحية دليل على حاجة أبناء الشعب الفلسطيني لتوفير حماية دولية من عدوان يخترق كل حقوق الإنسان ويتمادى في الاستخفاف بالقرارات الدولية ويستسهل الضغط على الزناد والقتل بدم بارد.
وجددت الوزارة التأكيد على أن حمى القوانين العنصرية بعد الانقلاب الأمريكي على القانون الدولي والمس بعاصمة فلسطين الأبدية ومحاولات شطب وكالة الأونروا وشراسة الاستيطان ستزيد الشعب الفلسطيني تصميما على تحقيق حقوقه المشروعة بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
وكانت القوى الفلسطينية أعلنت أنها ستبدأ تنظيم فعاليات احتجاجية تستمر ستة أسابيع حتى الموعد المحدد لنقل السفارة الامريكية لدى كيان الاحتلال إلى مدينة القدس المحتلة في الـ 14 من أيار القادم.