كشف الحساب السياسي
/ خلق التوازن /
يعد المتغير الميداني ومفرزاته نقطة الإرتكاز الأساس لصنع القرار السياسي لدى الفرقاء الإقليميين والدوليين ، فيما تستمر الدولة السورية بمتابعة مسار التحرير وإعادة الحياة الطبيعية وتغيير لمختلف المناطق التي رزحت تحت الإرهاب وأدواته و العمل على تثبيت سيادة الدولة والقانون وترسيخ المؤسسات بذرعها الأمني والخدمي ، لكن مسار الفرقاء الإقليميين والدوليين الحلفاء منهم والخصوم يتجه نحو كشف الحساب السياسي وتصفية الذمم ببعدها الاستراتيجي مستفيدين بخطوات تكتيكية هامة على المساحة السورية ، معلنين خيارات المرحلة
فأما المواجهة المفتوحة والتي يحاول الجميع تحاشيها أو ديمومة المواجهة والتي تحتاج / لخلق توازن / جديد يحفظ مصالح الجميع أو خيار / التراجع خطوة /
إن الغرب يعتمد مفهوم الصراع لتحقيق المصلحة
ولايوجد استثمار مجاني في السياسة ، في حين مازال بعض من نخبنا السياسية تستقرئ حالة الصراع بمفهوم / الأديولوجيا / أو العواطف ، على الرغم من أهميتها الدافعة للطاقات وبناء السد المنيع في مواجهة حملات الغزو والإحتلال والهيمنة ، لكنه وبالحقيقة لا تبني استراتيجية عميقة لتحقيق مصالح الشعوب
فبعد دخولنا العام الثامن من الحرب على سورية واستثمار المسرح السوري لتحقيق مصالح الدول على اعتبارها جبهة متقدمة في مواجهة مشاريع الهيمنة الغربية والأمريكية ، وضع العالم بأسره أمام خيارات جديدة أفرزتها الحرب في سورية ، وستجعل الجميع يعتمد أدوات ومعايير قياس سياسي جديد و مصطلحات سياسية جديدة ، مما يجعلنا اليوم ونحن أصحاب الأرض والمعركة أيضا أن نعمل على ذلك بما يتناسب وطبيعة الحياة السياسية الداخلية ، أدرك السوريون حقيقة موقع وطنهم وأهميته جغرافيا وسياسيا ، كما أدركوا أن الخطاب السياسي المعتمد من عقود أصبح بحاجة للتطوير و التغيير بما ينسجم تماما مع تحقيق مصلحة دولتنا التي نريدها أن تكون دولة صمود ومقاومة من جهة وأيضا دولة الحريات والتعددية من جهة ثانية بضمان ثبات وصيانة الجبهة الداخلية ، إن فكرة النضال قابلة للتطوير مع تطور الزمن باللغة التي يفهمها الحلفاء والخصوم على حد سواء ، لغة العصر التي تعتمد شمولية التنمية أقليميا ودوليا ، فالمعارك التي نشهدها على أرضنا سترسم سياسة قرن سياسي جديد وهذه المرحلة من الصراع تعتمد على / خلق التوازن / للجميع ، فالغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية يسعى للحد من النفوذ الروسي والإيران من خلال خيارات ، وضع استراتيجية للمشاركة في المنطقة بالطريقة الغير مباشرة بعد كسر الخطوط الحمراء الأمريكية ، فيما يعمل محور المناهض للهيمنة الأمريكية من روسيا والصين ودول / البريكس / وحلف المقاومة على فرض الوجود وكسر الهيمنة بمنطق القطبية الواحدة ، وعلينا أن ننتظر مفرزات الميدان من جديد لتحديد أولويات السياسية الجديدة .
الناشط السياسي محمود موالدي