كفانا أحلاما
……………..
بقلم: رنا محمود
هل تحسب أعمارنا بالسنين، أو بالإنجاز وتحقيق الأمنيات؟
وهل ينبغي للإنسان أن يحيا وعينه ترنو لهدف سام يسعى إلى تحقيقه؟ أم أنه يكتفي من وجوده بالحياة كما تحيا غيره من الكائنات على سطح كوكبنا ..
إن الفجوة بين ما نحمله من رغبات وبين هشاشة عملنا في عالم الواقع، جعلنا نعيش حالة من الأحلام والأمنيات، وكأننا نسبح في الفضاء، الأمر الذي أبقت حياتنا فارغة من أي إنجاز حقيقي!
إن الطبيعة لا تحتمل الفراغ فإما أن تقوم بالفعل أو يقوم به أحد غيرك.
غيرك ينهض ويقدم وأنت تتقاعس، يكون هذا في الإنجازات الصغيرة على مستوى الفرد، كما في الكبيرة منها على مستوى الأمة.
كفانا أحلاما ،
ننام ونصحو على توقع أن يكون الغد أزهى، ونحن بعد لم نمتلك أدوات فعلنا لنخط شيئا معبرا!
و نصلي بانتظار الأمطار وبعد! هل زرعنا ؟ أم ننتظر الحصاد بلا بَذْر وزرع، وننتظر النتائج من غير أن نبادر بفعل شي!
إن للإنسان في حركة التاريخ دور، ليس باعتباره جزء منها خاضعاً لها، ولكن من حيث هو عنصرا فاعلا ومؤسسا فيها. إن التوجهات الحضارية في الفكر الاسلامي ترفض الركود او الجمود عند نقطة العجز، و ضرورة البناء والتطلع المستقبلي، من خلال حركة الفكر عبر الزمان والمكان، عبر صناعة الإنسان الحتمية التاريخية ويكون وفق أطر مستقبلية، تلتزم بالتطوير والتجديد المستمرين.
ولا يكون ذلك إلا بفكر يحرر الإنسان من قيوده؛ وهي- جبر التاريخ و الطبيعة والمجتمع وقيد ذاته.
فشتان بين من يحلم وينتظر التغيير وهو ساكن وبين من يحلم ويعمل، الأول يعيش ويموت صغيرا والثاني يحيا كبيرا ويمتد داخل الزمان والمكان