في مثل هذه الأيام الصعبة … تمر الذكرى الثانية لاستشهاد المناضلة التقدمية روز ماري أم نضال حرم الدكتور غازي حسين ألمناضل والكاتب والباحث الكبير وعضو الأمانة العامة للاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين.
رحلت أم نضال، وهي تواصل مشوارها الصعب والطويل إلى جانب رفيق عمرها أبو نضال على طريق تحرير فلسطين كل فلسطين ،وعودة شعبها إلى وطنه بكرامة وعزة …رحلت أم نضال ورغم غيابها ما زالت حاضرة وكأنها لم تفارق رفيق عمرها أبا نضال ،وحاضرة بيننا لا تغيب، فهي منذ نصف قرن وأكثر تناضل وتعمل من اجل فلسطين ومواجهة الصهيونية في بلادها وفي فلسطين ،لأنها مؤمنة بحتمية انتصار الشعوب على الغزاة والمستعمرين مهما امتلكوا من القوة والإرهاب … تلك الفتاة المتعلمة والمثقفة والتي تحمل أعلى الشهادات إضافة إلى إتقانها التام للغة العربية أم نضال الاوربيةالالمانية في أوج المد الثوري في الستينيات والسبعينيات ، تكسر حواجز وثقافة الغرب الاستعماري وتنحاز إلى نضال الشعوب من أجل الحرية والاستقلال والسلام من فلسطين وسورية ومصر عبد الناصر وثوار أفريقيا … وجنوب اليمن والجزائر وفيتنام وكوبا وفنزويلا وكل الثوار في العالم … مجسدة بذلك حلم جيل تقدمي يؤمن بالعدالة وإنهاء العبودية والاستعمار وفي المقدمة الكيان الصهيوني العنصري في فلسطين .
أم نضال الألمانية العربية السورية الشامية الفلسطينية ،كرست حياتها من اجل فلسطين والشام ،ورفضت المغادرة رغم رجاء وطلب عائلتها وأبنائها وصديقاتها ، وأصرت على البقاء إلى جانب أبو نضال والأصدقاء والأحبة، رغم الأوضاع الصعبة والخطيرة ،وقرب بيتها من مسرح الاشتباكات العنيفة والمواجهات والمعارك العنيفة مع المجموعات الإرهابية الإجرامية المدعومة من الغرب الاستعماري …بقيت صامدة مؤمنة بانتصار سورية العروبة التي أحبتها وعشقتها منذ أول يوم رأت فيه دمشق أم المدن في العالم ةأحب المدن الى قلبها الكبير . …والشهيدة المناضلة ،تناضل منذ أكثر من نصف قرن وأكثر من اجل فلسطين والحرية والتحرر لكل الشعوب المحبة للحرية والسلام ،رافقت أبو نضال في أصعب الأوقات واشد الأزمات …قوية ، شامخة ، متحدية كل قوى الشر المعادية للشعب العربي الفلسطيني التي عملت الصهيونية العنصرية على محاربة كل من وقف مع الشعب العربي الفلسطيني … عرفتها ساحات ألمانيا, وأوربا وبيروت منذ الستينيات مناضلة صلبة شامخة ومن الأصوات والرموز المعادية للصهيونية ورفيقة الشعب الفلسطيني قي كل المحافل … لم تأبه للتهديدات والمضايقات من أعداء الشعب العربي الفلسطيني …وظلت وفية للقيم النبيلة والعظيمة التي ترفض الاستعمار والظلم والهيمنة والإرهاب …لم تترك مجالا عملت فيه إلا وكانت فلسطين حاضرة وسوريا حاضرة وأصرت على البقاء في دمشق التي أحبتها وعشقتها مثل مدن ألمانيا وربما أكثر …وأكدت على عمق الانتماء للوفاء للمدينة التي عشقتها ومنحتها الانتماء كما باقي المدن العربية السورية …سنوات طوال وأم نضال الألمانية العربية الفلسطينية السورية الجنوبية …ما نسيت الظلم الذي لحق بالشعب العربي الفلسطيني والضرر والخراب التي ألحقته قوى الاستعمار بالأمة العربية منذ مطلع القرن الماضي …ما أصعب الرحيل للأوفياء والشجعان والمؤمنين بحق الشعوب في التحرر والاستقلال …ما أصعب فراق من صمدوا وتحدوا واخلصوا للمكان والزمان وما انكسروا ودفعوا الدم الغالي من اجل المبادئ والقيم النبيلة والعظيمة ….يا الله كيف لنا أن لا نتذكر من أحبوا البلاد وانحازوا إلى جانبنا في الوقت الذي تخلى البعض منا عن أرضنا وترابنا ومقدساتنا …يا الله كيف ننسى من بقى معنا وتمسك بأن فلسطين لنا كاملة تؤكدها وقائع الجغرافيا فبل التاريخ وتفضح الغزاة والمستعمرين ومن أتوا وكلاء وأذناب المستعمرين واللصوص …والفقيدة الغالية والعالية ، عملت في حقل التعليم في بلدها ألمانيا ودرست طلاب الثانوية العامة وهي حاصلة على ماجستير في الأدب الألماني … كما درست اللغة الألمانية في المركز الثقافي في دمشق … إضافة إلى متابعتها المستمرة للقضية الفلسطينية التي تعتبرها قضية الحق والعدالة في العالم .
كم هي قاسية الأيام على رحليها… كانت على الدوام مثل خلية النحل، تتابع وتناقش وتحاور وتكتب وتترجم وتدرّس في المعاهد، وتعمل من اجل القضية التي آمنت بها منذ أوائل الستينيات ،أيام القوى التقدمية المناهضة للغرب الاستعماري .
يا الله … ما أصعب رحيل الكبار والأوفياء في الزمن الصعب ،لا احد يعوض العطاء والصفاء والرعاية والحنان والقيم النبيلة والعظيمة، التي امتلكتها هذه السيدة العظيمة من اجل العزة والكرامة للناس أجمعين.
كأنها كانت هنا قبل الميلاد وأكثر … كأنها كانت في بيت لحم ،بعد أن مّرت على سلمه وبحر يافا في الأيام الخالدات العاليات …ومن بلاد بعيدة جاءت إلى الشام، لتكون قريبة من القيامة والأقصى وستنا مريم … هي شهيدة فلسطين ودمشق … روز ماري الألمانية العربية السورية الفلسطينية حرم المناضل العربي الفلسطيني :
الكاتب والباحث والإعلامي الكبير د. غازي حسين … استشهدت بعد أن قصفت قوى الإرهاب والإجرام المدعومة من الغرب الاستعماري وأدواتهم وأذنابهم المناطق السكنية وبالقرب من منزلها وهي تواصل عملها وواجبها بجدارة واقتدار متحدية كل الصعاب والمخاطر .
هي أم نضال …أيام وسنوات طويلة ، حافلة بالعطاء والمحبة والصداقة والاحترام لكل من عرفها عن قرب وأصدقاء عائلة الدكتور الطيب غازي حسين المناضل الكبير الذي مازال على العهد يواصل الطريق من اجل فلسطين والوطن العربي .
لها الرحمة والمغفرة والذكرى العطرة والطيبة وللعائلة الكريمة الصبر والسلوان بهذه الخسارة الكبيرة . لأمانة العامة
لاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين